جمعيّة عدل ورحمة” تستعيد نشاطاتها في مبنى دال في سجن روميه
بعقليني: اليوم العالمي للتطوُّع وقفة لمطالبة المجتمع الدولي بالتنديد بالوحشية تجاه المُتطوِّعين
في اليوم العالمي للتطوّع ( 5 كانون الأول) زار وفد من “جمعيَّة عدل ورحمة” برئاسة رئيس الجمعيَّة الأب الدكتور نجيب بعقليني مبنى دال في سجن رومية، الذي عملت فيه الجمعيّة في وقت سابق لكنها اضطرت إلى توقيف عملها لأسباب قسريَّة.
جاءت هذه الزيارة بعدما اتخذت الجمعيَّة قرارًا باستعادة حُضورها في مبنى دال الذي يضمُّ حوالى 950 نزيلًا ليُضاف إلى حضورها في مبنى الأحداث ومبنى الموقوفين في سجن رومية.
رحب المسؤولون عن مبنى دال بالوفد وعُقد اجتماع نوقشت خلاله خطة عمل ليكون تطوّع الجمعيّة مُجديًا ويتفاعل معها النزلاء.
بعقليني
في المناسبة شكر الأب نجيب بعقليني المسؤولين عن مبنى دال والنُزلاء فيه “الذين تركوا بصمات الجمعيّة على الجدران والمتمثلة بشعار “يدًا بيد نبني مجتمع الغد”، وهذا دليل احترام مُتبادل، وسنعيد نشاطنا بقوة في هذا المبنى ليكون عملنا التطوُّعي فاعلًا ومجديًا ونُساهم مع المسؤولين في السجن في تهدئة النُّفوس ورفع المعنويات، ونقدِّم بعض الحاجات الماديَّة ونُنظِّم ورش عمل وإعادة تأهيل، تحضيرًا إلى الدمج الاجتماعي”.
أضاف: “تباحثنا مع المسؤولين في مبنى دال حول أهمية حضور الجمعيّة الفاعل، وأثنينا على الورشة القائمة في المبنى، منذ شهر تقريبًا، من طرش الجدران وتصليح الأبواب والزجاج، وتحضير أمكنة لوجودنا فيه”.
أكّد الأب بعقليني أن “فريق “جمعيّة عدل ورحمة” الموجود في النظارات وفي سجن رومية الذي يتخطَّى نُزلاء مبنى الموقوفين فيه الـ 1200 ومبنى الأحداث الـ 1200 أيضًا، والآن في مبنى دال، سيجدد نشاطه بزخم وقوَّة، ومما زاد من عزيمته واندهاشه مُحافظة النزلاء على شعاراتنا ورسومنا على الجدران، وهذا دليل أنهم بانتظارنا. وما زيارتنا في اليوم العالمي للتطوُّع إلى مكاتبنا في رومية وإلى مبنى دال، إلا ترسيخ إيماننا بقُدرتنا على العمل لخدمة الإنسان”.
تابع: “ركزنا على فُسحة الأمل في العمل التطوُّعي الذي يساهم في استقرار المجتمع المحلي، ويرفع من مستوى الحماسة والنشاط عند المُتطوِّعين، والرجاء والطمـأنينة عند المستفيدين من أعمال المُتطوِّعين ومشاريعهم وبرامجهم”.
توقَّف الأب بعقليني عند نُقطة مُهمَّة وهي أن “التطوُّع يخفِّف من انتشار العدائيَّة والحسد والكراهيَّة بين أفراد المُجتمع، ونحن اليوم بحاجة إلى المعنويات، إلى الأمل من أجل مُواجهة عالمنا، لذا ندعم كلّ مُتطوِّع ونُساعده لأداء مُهمَّته ورِسالته”.
أشار إلى “أن العمل التطوُّعي يجعل الناس جزءًا من الحُلول ويسمح لهم بالمُشاركة لتطوير المُجتمع. على أمل أن يزداد العمل التطوُّعي في بلادنا خاصة تجاه الأشخاص المحرومين من حريتهم والمرتهنين للمخدرات الذين نعالجهم في بيت الإيواء-الرابية التابع لجمعيَّتنا. كل ذلك من أجل ثقافة الإنسانية وثقافة النِّضال المُستمرّ والمُساعدة والعون والجهد ليسود الخير والمساواة والعدل في المجتمع والتصدّي للظُلم والشرّ والإرهاب”.
ختم: “في عالمنا، للأسف، يتعرّض الأشخاص الذين يُمارسون العمل التطوُّعي للإبادة والحرب والقتل، من هنا يُفترض بهيئة الأُمم المُتَّحدة، في اليوم العالمي للتطوُّع، رفع الصوت عاليًا في وجه من ينتهكون حُقوق الإنسان، ويُفترض بالدُّول إدانتهم والإشارة بالإصبع إليهم، على أمل أن تتخذ محكمة العدل الدوليَّة والمحكمة الجنائية الدوليَّة مواقف حاسمة لحماية المُتطوِّعين ليستمروا في تقديم خدماتهم، وقد لاحظنا خلال الحرب على بلادنا والحرب في غزة كمًّا هائلًا من المُتطوِّعين ذهبوا ضحيَّة الإرهاب والإبادة والشرّ والأعمال الوحشيَّة”