رسالة إلى محافظ مدينة بيروت ومجلس بلديتها ونوابها: أنقذونا من مافيا أصحاب المولدات/ غسان همداني
ترددت كثيراً قبل كتابة هذه الرسالة خوفاً من إقلاق راحة أصحاب السعادة الموجهة إليهم هذه الرسالة، ولاعتقادي أن هذه الرسالة لن تجد آذاناً صاغية وفق ما يقول الشاعر
*” لقد أسمعت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي* “، لكن عدت وخططت هذه الرسالة من باب ” *فشة الخلق* ” وإلقاء الحجة على من يُفترض بهم تمثيل مدينة بيروت وأهاليها وسكانها.
كثيرة هي المشاكل التي تعاني منها مدينة بيروت، عاصمة لبنان ووجهه الحضاري، بيروت درة الشرق، بيروت عاصمة الثقافة، بيروت ست الدنيا، ولو أردنا تعداد هذه المشاكل ومعاناة أهل بيروت فسنحتاج إلى مجلد لا إلى رسالة واحدة.
لكن سنكتفي بالإضاءة على مشكلة مافيا أصحاب مولدات الكهرباء في المدينة، حتى لا نرهق أصحاب السعادة بمشاكلنا الكثيرة.
ومن باب الانصاف فإن مافيا أصحاب المولدات موجودة على مساحة لبنان ، لكن تكاد تكون بيروت المدينة الوحيدة في لبنان التي لا يُطبق عليها نظام العدادات، فسمو أصحاب المولدات يطبقون قانونهم الخاص على السكان، ويحددون تسعيرة مقطوعة في الشهر حدها الأدنى لاشتراك ” 5 أمبير” مائة وعشرون دولاراً، وفق توقيت يتراوح بين اثنتا عشرة وأربعة عشرة ساعة ، لكن هذا التوقيت لا يطبق مع بدء عودة التيار الكهربائي ، ولا يعوض عن ساعات التغذية التي تتزامن مع برنامج المولدات، ولم يتكرم أصحاب المولدات بتخفيض الاشتراك الشهري عند عودة التيار الكهربائي، ولا عند انخفاض أسعار المحروقات، علماً أن أصحاب سمو ما فيا المولدات يسارعون إلى رفع تسعيرة الاشتراك عند ارتفاع هذه الأسعار، وسيسارعون في يوم غد أو بعده إلى رفع التسعيرة مع فرض الضريبة على المحروقات وارتفاع سعر المازوت.
والسؤال ما الذي يمنع سعادة محافظ بيروت، من إلزام أصحاب المولدات بوضع عدادات، وتحديد سعر الكيلووات، ومراقبة التزام هذه المافيا بتطبيق هذه القرارات، واتخاذ التدابير المناسبة بحق المخالفين.
وحتى لا تُفهم الرسالة أنها في مواجهة المحافظ فقط، فإن مجلس بلدية بيروت، الذي منحه أبناء بيروت ثقتهم، مطالب وبسرعة المبادرة إلى إنهاء تسلط مافيا المولدات، وأن تكون هذه المهمة على رأس جدول أعماله، وألا يتهاون في حل هذه المشكلة.
أما نواب مدينة بيروت، فنحب أن نطمئن عنكم، إذ أن المرة الأخيرة التي تشرفنا بلقائكم كان منذ ثلاث سنوات ونيف، ونود أن نذكركم أنكم اُنتخبتم ممثلين عن مدينة بيروت، كما نود أن ننبهكم أن الانتخابات القادمة بعد ستة أشهر تقريباً، فبادروا إلى رفع الصوت من أجل رفع المعاناة عن هذه المدينة حتى نتيقن انكم ما زلتم على قيد الحياة.
حضرة أصحاب السعادة أتمنى أن أكون مخطئاً في اعتقادي الذي أشرت إليه في بداية الرسالة، وأتمنى أن تجد لديكم آذاناً صاغية.