“حين يُذبح الحق… والعرب متفرجون!”… بقلم الصحافية بتول بيضون


بقلم الصحافية بتول بيضون

“حين يُذبح الحق… والعرب متفرجون!”

منذ السابع من تشرين الأول، والشرق الأوسط يحترق. غزة تُباد، لبنان ينزف، اليمن يتلوّى، إيران تشتعل، والعالم العربي يراقب بصمتٍ *يخنق الروح قبل الكلمة.*

*من فلسطين إلى جنوب لبنان، من صنعاء إلى طهران*، لا تُعدّ صور الموت، ولا تُحصى دماء الأبرياء. الرائحة التي تفوح اليوم من الشرق ليست فقط رائحة بارود، بل رائحة خيانة جماعية، خيانة للدين، خيانة للعروبة، وخيانة للأرض وللإنسان.

إيران اليوم تدفع ثمن مواجهتها، تُستهدف أرضها ومطاراتها وقادتها. الصواريخ تسقط فوق رؤوس شعبها، *بينما العرب يُصفّقون في الخفاء ويحسبون الأرباح*. البعض يتعامل مع مشهد اغتيال العلماء وتفجير المقارّ وكأنه انتصار، لا يدركون أن كل خطوة تُقوّض دولة مقاومة، هي تمهيد لتمزيق ما تبقى من المنطقة.

أصبحنا شعوبًا تتقن دور المتفرج، نراقب المشهد الدموي وكأنه فيلم بعيد لا يخصّنا. غزة تحت الركام، لبنان يتهدّم منطقة تلو أخرى، اليمن تُقصف بلا توقف، وإيران تُستنزف في عقر دارها، وكل ذلك يتم تحت عنوان واحد: *”الصمت العربي”.*

*الصمت لم يعد حيادًا، بل صار تواطؤًا.*

نركض خلف مصالح تافهة، *نُطأطئ الرؤوس أمام حفنة من الدولارات، ونتفنّن في التبرير والتطبيع والخذلان.* لا أحد يرفع الصوت، لا أحد يُحاسب، وكأن أرواح أهل غزة، وأبناء لبنان ، وأطفال اليمن، ومواطني إيران لا تستحق الحياة.

وأنتم، أنتم من تزينون الشاشات بالتحليلات والتكهنات، ألم تسألوا أنفسكم: *ماذا لو دخلت أميركا الحرب مباشرة؟* هل تعتقدون أن وقوفكم على الهامش سيحميكم؟ هل تظنون أن خنوعكم سيمنحكم الأمان؟

*الحقيقة المُرّة أننا أصبحنا شعوبًا تبيع شرفها مقابل أوراق!*

صرنا نربّي أولادنا على الخوف، على السكوت، على قبول الظلم كقدر، بينما لا نجرؤ على الاعتراف بأن ما يُزهق فعلًا هو الكرامة قبل الدم.

أين أنتم من أنفسكم؟ أين أنتم من فلسطين؟ من إيران؟ من لبنان؟ من اليمن؟ من الشهداء الذين يسقطون يومًا بعد يوم؟ أين أنتم من كل قطرة دم تُراق؟

إننا نعيش زمنًا، إن لم نستفق فيه الآن، فسوف نُمحى من ذاكرة التاريخ كما مُحيت شعوب خانت قضاياها، وباعت كل شيء، حتى روحها.

*اصحَ يا عربي… قبل أن تصبح الخيانة جزءًا من هويتك، ويُكتب على قبرك: “مات صامتًا… بينما كانت الأمة تُذبح!”*