<بين هدهد سليمان وهدهد حزب الله ما هو مصير الحرب ؟>
بقلم. محمود شرقاوي
عندما ذهب هدهد نبينا سليمان ع إلى مملكة سبأ كانت عودته لمصلحة ابناء المملكة الذين كانوا يعبدون الأصنام دون الله ،وذلك دفع نبي الله سليمان ع إلى تحذير هذه المملكة وكل هذا بالاعتماد على اخبار الهدهد التي عاد بها من مملكة بلقيس وبذلك عاد بالمنفعة على رعية الملكة بلقيس التي جنبها الحرب وجعلها تدخل في عبادة الله الواحد .
ويبدو اننا اليوم امام هدهد شبيه جداً بهدهد سليمان ع ،
فمنذ إعلان الاعلام الحربي في المقاومة عن عودة الهدهد وما يحمل معه من اخبار حتى ضجت الناس بهذا الخبر وعن ما حمله من اسرار واخبار وما يخبأ للبلاد .
هدهد حزب الله الذي صال وجال فوق شمال فلسطين ( بحسب ما وزع شريط الاعلام الحربي )كان يحمل الكثير من الرسائل، وما علامات الصبغة الحمراء في هذا الشريط سوى دغدغه ل مشاعر المسؤولين عن منطقة الشمال في هذه الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل فهم يعرفون وبدون ان نحلل لهم ماذا تعني هذه الأماكن في حسابات الحرب والسلم وما عودة الهدهد سالماً بأولى حلقاته محملاً بجعبته الكثير الكثير من الاخبار سوى غيض من فيض لما تملكه المقاومة بأدراج مكاتب قيادييها تاركاً اثراً كبيراً على عدة جبهات.
-في جبهة الداخل التي زارها اليوم هوكشتاين مهدداً بحرب على لبنان إذا ما استجيبت مطالب ارادته التي تمثل الجانب الإسرائيلي كحليف ، كان لرحلة الهدهد رسالة قوية من حيث التوقيت ومن خلال بنك الأهداف التي ركز عليها الشريط من خلال حنكة هذا الطائر وذكائه في تحديد غاياته من حيث الأهمية عند العدو في حال اقدم على اي حماقة قد تدخله في حرب لا يعرف مصيرها إلا أهلها والمتمكنين منها.
ويبدو ان رد الرئيس نبيه بري على تهديدات هوكشتاين قد سمعها الأخير من الهدهد بالمباشر وبشكل واضح وصريح: هذا هو بأسنا .
-من جبهة الشمال الفلسطيني :كان صوت الهدهد صداحاً وبشكل كبير حيث وصل صداه الى سكان الشمال وبعمق حيفا وما بعد بعد حيفا،
صوته الرنان وصل إلى عقول المسؤولين الإسرائيلين محاولين إسكاته خوفاً من وصول هذه الأصوات إلى سكان مستوطنات الشمال والذين تلفقوه بعناية كبيرة والذين قد يطوروا نظريتهم على أسس هذه المعادلة الجديدة بأنهم خسروا الشمال والعودة اليه في ضوء هذا التطور الجديد اصبحت مستحيلة وقد ترسخ في عقولهم ان ما من شخص في فلسطين المحتلة يمكنه ان يعيدهم إلى منازلهم بدون موافقة مسبقة من سيد الميدان السيد حسن نصرالله وحده وبشروطه ،وليس بشروط اولئك المسؤولين في قيادة العدو الذين ما ينفكون يتسألون امام محلليهم وإعلامييهم ومستوطنيهم عن مدى الفشل على صعيد سلاح الجو بعد تغريدة الهدهد الذكي من حيث الكم ونوع التغريدات التي قام بها والذي يثبت يوماً بعد يوم عمق الفشل الاسرائيلي على جبهة الحرب.
-من جهة الجنوب فقد جاءت اخبار الهدهد ومفرحه على أبنائه ، واذا ما انصتنا جيداً فقد نسمع زغاريد النسوة وهي تعلو فوق صوت جدار الصوت التي تطلقه طائرتهم الحربية وقد تكسره بعزل يديها لشدة الفرحة، الأمر الذي جعل ابناء الجنوب اكثر يقيناً بأن لا عودة إلى ما قبل ال١٩٧٨ من تهجير لأهل هذه الارض .
وما يومّي عيد الاضحى الذين مروا علينا كجنوبيين إلا خير دليل على تمسك اهل قرى الخطوط الأمامية بأرضهم ، واضعين ثقتهم بأن لا هزيمه ولا تهجير من قرانا ما دام لدينا مقاومة شريفة مقدامة تدافع عنا وعن اهلنا وبيوتنا .
وقد عبروا عن حبهم للمقاومة عبر الشاشات وعن تمسكهم بأرضهم وان المقاومة هي من ستحمينا عند حدود لبنان وعند اول متر من سياج هذا الوطن بدأ ً من جنوبه .
-اما من جهة المقاومة فلا تغيير بعد رحلة الهدهد في سماء فلسطين ، فلا جديد بالنسبة لها ، فهي تعرف قدراتها وقوتها وما هذه الكزدورة التي شاهدناها اليوم سوى واحدة من الكثير سوف تظهر حلقاتها عند الحاجة وفي وقتها ، وقد تبدو هي رسالة إلى جمهور الجمهور الاسرائيلي اكثر منه إلى مسؤوليه .
_نحن موجودين وأقوياء وعند النزال نحن ند للند وفي الميدان نحن اهله ورجاله وما اوهام مسؤوليكم سوى محض احلام وما تهديدات زعمائكم سوى كلام في الهواء لا صدى له سوى عند احلام حكومتكم وإدارة ولي امرهم الامريكي الذي سمع الجواب اليوم، ورأه بأم العين دون الحاجة إلى منظار او( نادور).
وفي ختام قد لا يمكنني ان انهي ما بدأت من تغريدة هذا الطائر الصداح فقد لا يفصل بين هذا اكلام وسيد البيان سوى بضع ساعات لا اكثر .
ففي كلامه ينتهي الكلام
ومن حديثه نأخد الاطمئنان
وفي جعبته يمتلك صمام الأمان
وفي فهوة بندقيته طلقات يعرف كيف تصيب العدو ومتى يفتح الآمان .
فهو سيد من يصوب وسيد من يصيب ،
من اول شريط حدودي إلى حيفا وما بعد بعد بعد حيفا
فبعد ان قام الهدهد بمهمته حان الوقت لظهور سيده سليمان .