*للوزير المرتضى: كرِّرها..*
كتب د رأئد المصري
تكلَّلت مهام وزير الثقافة محمد وسام المرتضى جهوده بالنجاح المطلق في إجراء المصالحة ما بين قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الدفاع موريس سليم، بدفع وطلب من الرئيس نبيه بري، الحريص كل الحرص على إنتظام سير مؤسسات البلد التي يمر بها في أحلك وأصعب الظروف في تاريخه.
هي مساعي نجحت في حلّ الخلاف المستحكم منذ أكثر من عام، الذي كان قائماً بين وزير الدفاع وقائد الجيش، بشأن نتائج الناجحين في مباراة الدخول الى المدرسة الحربية التي جرت مؤخّراً، وهذا الخلاف والتباين المستفحل كان قد تصاعد لدرجة جعلت مجلس الوزراء والقوى السياسية في البلد، تلجأ الى الإتكال الكامل على الوزير المرتضى للعمل على رأب الصدع القائم بين المرجعتين العسكريتين.
وبتنفيذ وزير الدفاع وقائد الجيش، المبادرة التي طرحها وزير الثقافة، بادر قائد الجيش الى طلب هذا الأمر من وزير الدفاع فيُطلب الأخير بدوره من مجلس الوزراء الموافقة على إجراء مباراة إضافية لتعيين 82 تلميذ ضابط اضافي، على أن يجري لاحقاً إلحاق المقبولين المئتين في آن واحد في الكليّة الحربية في أواخر تشرين الأول، وبذلك يكون الطرفين قد مارسا أعلى درجات الترفّع والتعاون خدمةً لمصلحة المؤسسة العسكرية، على أمل أن ينسحب هذا التعاون على ملفات اخرى معقدة في البلاد.
وزير الثقافة محمد بسام المرتضى، القاضي المثقف صحاب الأخلاق العالية والتواضع الإجتماعي الكبير، يبدو أن له مكانة كبيرة في قلوب كل اللبنانيين من كافة المناطق والطوائف ومختلف التيارات السياسية والحزبية، وهو القادر اليوم من خلال التنسيق الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على خلق مساحة واسعة من التلاقي والحوار والتفاهم، ما يؤسس لأرضية متينة من الحوار، قد تسهم في بلورة حل في إنتخابات الرئاسة والتفاهم على قضايا وطنية قسَمت اللبنانيين أفقياً وعامودياً، وهذا خرَّب بدوره مكانة لبنان عربياً وعالميا.
يأمل اللبنانيون ونحن منهم أن تتكرر محاولات الوزير المرتضى الناجحة، والتي أعطت دروساً وعِبر في الحياة السياسية اللبنانية، على أننا في لبنان محكومون بالتفاهم والتعايش والتلاقي والحوار والقبول بالآخر مهما كان مختلفاً، وهي سياسة إعتمدها الرئيس نبيه بري ولا يزال، في ربط التوازنات السياسية لضبط ميزان التلاقي، بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، ومن أجل الحفاظ على ماتبقَّى من مؤسسات في هذا البلد الذي نخره سوس الإستقطابات الطائفية والمذهبية الحاد، وعفَن المحسوبيات والسمسرات والنكايات السياسية، التي عطلت مفاعيل أي حل وطني بنَّاء.
د.رائد المصري/صحافي لبناني وكاتب سياسي عربي ودولي.