بين الإباء والآباء: شكرًا خديجة فؤاد شكر./ نادين خزعل*

 

*بين الإباء والآباء: شكرًا خديجة فؤاد شكر./ نادين خزعل*

عادة، يفتخرُ الأبناء بآبائهم حين يكونون قادة أو من خيرة القوم أو من الذين لهم مكانتهم.
ويتشدّد الأبناء في هذه الحالة في كتابة أسمائهم الثلاثية ليُشار إليهم بالبنان: فلان إبن فلان….

فما الحال مع الزميلة خديجة شكر؟ كم ليل انطوى تحت ستار اسم أبيك؟ هل كان وجهك يحمر خفرًا أم فخرًا؟ كم كان يقرأ كلماتك ومقالاتك وتحقيقاتك؟ هل أخبرته عن عنوان أول مقالاتك التي لن يقرأها؟

واستشهد القائد المجاهد فؤاد شكر….وكلنا له خديجة وأخواتها، وكلنا مقالات خديجة، وكلنا أبناء نهج حسيني زينبي ارتضاه لوطنه، وافتدى روحه ليبقى هذا الوطن ولتسمو هذه الأرض….

أعذرنا يا حاج محسن، اليوم في عزائك لم يكن هناك دموع، ولا آهات، ولا حزن، ولا فَقد….كان هناك كرامة، وعز، وفخر…
كنتَ في حضرة سيد الشهداء، وكنّا في محضرك، صورتك المعلّقة على جدران مجمع سيد الشهداء تنظر إلينا، تكلمنا، تطمئننا..
هنا الضاحية الجنوبية التي عشقتَ، هنا حارة حريك التي أحببتَ، فبادلتك الوفاء، إليها الإنتماء ومنها الارتقاء…..

وها هي خديجة بيننا، بكل افتخار، إبنة الشهيد، وأي شهيد، تتقبل التعازي بثبات، تُشعرنا كم أننا صغار وأنها من قوم كبار….
خديجة فؤاد شكر، وكرامة الإسم تكفي…..
تتنقل بين جموع الوافدين، بين الحين والحين، تشرد مقلتاها إلى صورة أبيها، كأني بدموع تكاد تنهمر، ثم تتغير ملامحها، ويبتسم وجهها: نال ما تمنى، هنيئًا لك أبي، هنيئًا لنا….

بلباقة السمو، تعتذر منا، نحن الإعلاميين،عن إجراء مقابلات الآن: ” أنا بخدمتكن، بس مش هلق”….
آه يا خديجة، أتعتذرين ونحن مدينون لك، آه يا خديجة لهذا الصّبر الماكث فيك، يعلّمنا دروسًا في الإباء، وكيف اليتامى لا يبكون الآباء، حين يكون اسمهم فؤاد شكر….