رائدة الإصلاح التربوي

 

في عالمٍ يشهد تطوراتٍ متسارعة، وفي قطاعٍ حرج كقطاع التربية، تبرز بعض الشخصيات التي تسعى جاهدة لتغيير الواقع وتحسينه. من بين هؤلاء، نجد البروفسورة هيام اسحق رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء ، تلك المرأة التي وهبت نفسها لخدمة التعليم، والتي لم تتوقف عن البحث لإيجاد حلول مبتكرة لتطوير العملية التربوية.

تعتبر البروفسورة إسحق شخصية رائدة في مجال الإصلاح التربوي في لبنان. فبفضل رؤيتها الثاقبة وجهودها الدؤوبة، تمكنت من إطلاق شرارة التغيير في النظام التعليمي المتأصل. إن إعداد الاطار الوطني لمنهاج التعليم العام، والذي يعد خطوة أساسية في هذا المسار، يعكس التزامها بتقديم تعليم عالي الجودة يلبي احتياجات الطلاب ومتطلبات سوق العمل المتغير باستمرار.”

لقد بات المنهاج المدرسي الحالي في مهب الريح نتيجة ولادته منذ القدم ، وأصبحت أفكاره وقصصه ذات مضمون قديم لا يتناسب مع أفكار وعقول الأجيال الصاعدة .
بدأ التجديد من هذا المنطلق لإيجاد حلول تنعش المنهاج التعليمي بعدما نام على أسّرة العناية الفائقة لمدة طويلة .

*قام موقع sky news lebanon بتغطية إعلامية خاصة لورش تدريب الخبراء في كتابة مناهج مواد التعليم التي نظمها المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة في حرش تابت*

حيث قامت *رئيسة تحرير الموقع الدكتورة الإعلامية ريما شرف الدين* بإجراء مقابلة حصرية مع البروفسورة اسحق للاطلاع على كيفية سير المنهاج الجديد..

اليوم الذي طال انتظاره ،يوم الذي اعتبرته اسحق سيحفر في الذاكرة التربوية مكانة خاصة، فبعد سنتين من العمل الدؤوب وانجاز خطوات تأسيسية منها : اعداد الاطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، صوغ احدى عشرة ورقة سياسة تربوية ها نحن ندخل المرحلة الأكثر اهمية مرحلة صياغة مصفوفة المدى والتتابع للمواد التعليمية ، انطلاقا من الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي والأوراق المساندة لهذا الإطار .

الهدف الأساسي من هذه الورش التدريبية كما قالت اسحق هو إعداد متعلم مواطن صالح ومنتج ومبدع وقادر على أن يحقق ذاته في هذا العصر المتطلب، وفي وجود سوق عمل يحتاج إلى كفايات تلبي حاجاته.

لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي ، كما ذكرت اسحق راعي المسيرة التربوية في لبنان وداعمها ، الساهر الذي يزيل من أمامها العقبات ، يعطينا جرعات الأمل بالغد الذي يراه دائما الأفضل ولو كان ذلك في عز اليأس والخوف الذي تعيشه البلاد ، بفعل الأزمات الداخلية والإقليمية والعدوان الإسرائيلي وتراجع مقومات الوطن الفضل الأكبر لاحتضانه بعناية هذا القطاع الأساسي لبناء المجتمع.

حضر الافتتاح المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر عماد التربية وكبار المديرين ورؤساء الوحدات في الوزارة والمركز التربوي وأعضاء اللجنة العليا للمناهج واللجان المتخصصة ونحو 370 خبيرا في كتابة مناهج المواد .

نعم ، فلنقف قليلا ونشكر كل من يساهم بتطوير القطاع التربوي وإعطاء الأمل والتفاؤل للانطلاق نحو المزيد من التألق والابداع.

بكل فخر تستحق هذه الإمرأة المناضلة الشكر والتقدير على كل ما قدمته و ما زالت تقدم لقطاع التربية. لقد كانت ولا تزال مصدر إلهام للكثيرين، ودافعاً للتغيير الإيجابي.