*’هاند” شمعة إنسانية وسط الظلام*
“إذا مش اليوم الحرب بتخلص بكرا اكيد” ، هي عبارات يرددها الصامدون على تراب الوطن في ملحمة صمودية قلّ نظيرها في الزمن المنظور سابقا أو لاحقا.
هو العدوان وزمن الشدائد وتبيان معادن الآخرين ، هذا الشعب الذي كان سابقا يتناكد فيما بينه سياسيا ، ها هو اليوم يترجم أن “الضفر ما بيطلع من اللحم” في مشهدية وطنية ورسالة للعدو مفادها “انا وابن عمي ع الغريب”.
تظافرت كل الهيئات المدنية والإجتماعية والتربوية والصحية لنصرة أهلهم في الوطن ضيوفا في وطنهم، ومن بينهم جمعية المساعدات الإنسانية للتنمية “هاند” فهم من الجمعيات الاوائل الذين حضروا إلى الميدان لنصرة النازحين ومساعدتهم من اللحظات الأولى في ساعات متأخرة من الليلة الأولى.
لسنا هنا لفعل الدعاية لهذه الجمعية ، إنما لفتت نظرنا لنوعية ما تقدمه من خدمات للنازح اللبناني وغير النازح ، أكان داخل مراكز الإيواء او خارجه.
بغض النظر عن تقديم الخدمات اللوجستية للنازح من لوزام أساسية وغذائية وصيانة مراكز الإيواء وغيرها ، اللافت إطلاقها مشروعها التعليمي ( دورات تقوية مجانية) لأبناء النازحين في نفس مراكز الإيواء إن توافرت الغرف أو خارجها ويستفيد منه ايضا طلاب المدرسة من المنطقة عينها التي استضافت النازحين.
إن هذا المشروع التعليمي طال لغاية اليوم عشرات مراكز الإيواء من البقاع الأوسط ( المرج ، برالياس ، قب الياس مرورا بالبقاع الشمالي بعرسال وصولا إلى الفاكهة ورأس بعلبك والقاع) ، وعُلم أنه سيتمدد إلى البقاع الغربي والشمال وبيروت.
أهمية هذا المشروع أنه لا يتعارض مع خطة وزارة التربية إطلاقا ويتماهى مع كافة الدوامات فهو خارجها من جهة وخارج المدارس المخصصة للتعليم الحضوري من جهة أخرى، بدوامين قبل وبعد الظهر ليطال اكبر عدد من الطلاب اللبناني.
لاقى هذا المشروع التعليمي ل “هاند” إرتياحا واسعا لدى شريحة واسعة من المناطق التي ذكرت اعلاه لما يشكله هذا المشروع سد لهوة التعليم بعد اربع سنوات من النكبات ، أولها جائحة كورونا والإضرابات والحرب على القرى الإمامية والحرب الحالية ، وهو شمعة إنسانية وسط الظلام.