محمد صالح: بخس الثمن.. باع الأرض والشرف والرفاق بـ 27 ألف دولار!* بقلم /رئيسة تحرير ريما شرف الدين

 

*محمد صالح: بخس الثمن.. باع الأرض والشرف والرفاق بـ 27 ألف دولار!*

بقلم /رئيسة تحرير ريما شرف الدين

يا لها من صفقة خسيسة! يا له من ثمن بخس بيعت به أمانة الوطن ودفء الصداقة وشرف الانتماء. العميل محمد صالح، هذا الاسم الذي سيلطخ صفحات تاريخ الخيانة بأحرف سوداء، لم يتردد لحظة في تحويل كل تلك المقدسات إلى مجرد سلعة رخيصة، قايض بها نفسه وضميره مقابل فتات مال لا يساوي قيمة ذرة تراب من أرضه التي ارتوت بدماء الشهداء.

بـ 27 ألف دولار ، تخلى هذا “العميل” عن بئته التي نشأ فيها، عن وطنه الذي احتضنه، وباع شرفه وكرامته للعدو الإسرائيلي الغادر، ذلك الكيان الذي لم يتوان يومًا عن سفك دماء الأبرياء وانتهاك حرمة الأرض. لقد تحول محمد صالح إلى أداة قذرة في يد هذا العدو، ليصبح خائنًا لوطنه وأهله ورفاق دربه.

والصدمة هنا مضاعفة، والفاجعة أعمق. هذا “العميل” لم يطعن غرباء، بل غدر بأرواح بكت على كتفه، بأناس كانوا له أشقاء وسندًا، تقاسم معهم الحلو والمر، وربما شاركهم أحلام مستقبل مشرق لوطن عزيز. كيف استطاع أن يحول كل تلك الروابط الإنسانية المتينة إلى مجرد أوراق بالية، لا قيمة لها أمام بريق حفنة من الدولارات؟

من هنا، من على منبر Sky News Lebanon، نوجه صرخة مدوية إلى الدولة اللبنانية: لقد طفح الكيل! لم يعد مقبولًا أي تلكؤ أو تساهل في محاسبة هؤلاء الخونة الذين باعوا ضمائرهم وأوطانهم بأبخس الأثمان. أمامكم خياران لا ثالث لهما: إما تطبيق أقصى العقوبات، وعلى رأسها الإعدام بحق هؤلاء العملاء الذين استباحوا أرضنا وكرامتنا، وإما أن تشاهدوا من بعيد تكرار سيناريوهات مؤلمة كتلك التي شهدناها في قضية فاخوري، الذي اختفى في ظروف غامضة ووصل إلى أحضان عدونا دون حسيب أو رقيب.

كفى محسوبيات ومجاملات على حساب أمن الوطن وكرامة أبنائه. هذه الأرض ليست للبيع والشراء، ودم الشهداء ليس ماءً رخيصًا. خاصة عندما يتعلق الأمر بمن خانوا الأمانة الوطن.

إن قضية العميل محمد صالح ليست مجرد جريمة فردية، بل هي خنجر مسموم يطعن في خاصرة الوطن، وتهديد حقيقي لأمنه واستقراره. يجب أن تكون محاسبته عبرة لكل من تسول له نفسه أن يسير على دربه الملوث بالخيانة. يجب أن يعلم كل خائن أن ثمن بيع الوطن والشرف سيكون باهظًا، وأن يد العدالة ستطاله مهما طال الزمن أو اختلفت الظروف.

لقد حان الوقت لكي تثبت الدولة اللبنانية أنها قادرة على حماية أرضها وشعبها من عبث العابثين وخيانة الخائنين. لقد حان الوقت لكي يكون الإعدام هو الرد الصارم والرادع على كل من تسول له نفسه أن يحول الوطن والصداقة إلى مجرد سلعة تباع وتشترى. فدماء الأبرياء وتضحيات الشرفاء تستصرخ الضمائر، وتطالب بالقصاص العادل والفوري.