جبران باسيل ومحرقة الجثث…

جبران باسيل ومحرقة الجثث

(مقال بتاريخ ١٠ أيار ٢٠٢١ أعادته عقارب ساعة جبران باسيل الصيفية للواجهة بعد معركته الدنكوشوتية مع طواحين المذهبية المقيتة)

*بين جبران مودي وناريندرا باسيل مقابر ومحرقة*
كتب علي شفيق مرتضى
10 ايار 2021

خلال حملة انتخابية استقطابية بشكل خاص، في ولاية أتر برديش في عام 2017، خاض رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي المعركة لتصعيد الأمور أكثر. من منصة عامة، اتهم حكومة الولاية -التي يقودها حزب معارض- بالخنوع للمجتمع المسلم، من خلال الإنفاق على مقابر المسلمين (القبريستان) أكثر من مناطق حرق الجثث الهندوسية (شامشان). أثار مودي الحشود، بنهيق سخريته المعتادة، حيث يرتفع صوته مع كل تهكم واستهزاء إلى نغمة عالية في منتصف الجملة قبل أن يسقط في صدى متوعد. قال: *«إذا تم بناء قبريستان في قرية، فيجب أيضًا بناء شامشان هناك»*.

«شامشان! شامشان!» ترددت أصداء الحشد المأخوذ العاشق والمُخدر بالخطاب الطائفي والعرقي لمودي.

ربما يكون مودي سعيدًا اليوم لأن الصورة المؤلمة لألسنة اللهب المتصاعدة من الجنازات الجماعية في مناطق حرق الجثث في الهند تتصدر الصفحات الأولى للصحف الدولية. ولأن جميع القبريستان والشامشان في بلاده تعمل بشكل فعّال، بما يتناسب بشكل مباشر مع السكان الذين تخدمهم، وبما يتجاوز قدراتها بكثير.

تحدث مودي في وقت كان فيه الناس في أوروبا والولايات المتحدة يعانون من ذروة الموجة الثانية من الجائحة. لم يكن لديه كلمة واحدة من التعاطف ليقدمها، فقط تفاخر طويل بالبنية التحتية للهند والجاهزية لكوفيد-19 ، ولم تكن تلك الخطابات إلا وهم وكذب والبنية التي تحدث عنها إنهارت عند اول إمتحان.

هذا مودي الهند او بالاحرى باسيل الهند ، أما مودي لبنان جبران باسيل فقد لا نطول بالحديث عنه لكثرة التطابق بين الشخصيتين فيصبح الكلام مكرراً.

جبران نصّب نفسه محامي المسيحيين مع علمه ان لا وجود لخصمٍ لهم ، فعَمَد على خلق خصوم لهم عبر إثارته النعرات الطائفية والمذهبية عند كل مطبّ، يتغذى هذا الرجل على جيّف الأحداث التي يختلقها هو بنفسه، لشدّ العصب الطائفي قُبيل اي استحقاق نيابي او غيره.
مودي لبنان يطالب بعودة عملاء لحد الى لبنان فقط لأنهم مسيحيين ، على طريقة “حسبة” التجار، إن كان هناك عفو عام لا بد ان يشمل مسيحيين ، كما لباسيل الهند، مقبرة للمسلمين ومحرقة للهندوس.

مودي لبنان تفاخر كثيراً بإنجازاته من ملف الكهرباء الى إنشاء السدود الى…الى… بل شكر نفسه، بالثروة النفطية ، بلافتات عمالقة تملقت له بإيعازٍ منه *”لبنان دولة نفطية ، شكرا جبران باسيل”*

لم يكن حظ مودي لبنان أوفر شأناً عند الإمتحان، فكل إنجازاته التي زُيلت بكذب الخطاب تبخرت، فلا كهرباء ولا إقتصاد ولا اصبح لبنان بلداً نفطياً بل أكثر من ذلك ، إنهار إقتصاد لبنان وإفتقر أهله وبالتالي فلا شكرا جبران باسيل.

المفارقة ، ان لمودي لبنان شأناً آخر، ربما تقدم على باسيل الهند به، فمودي لبنان رجل إمتهن التعطيل واعتاد على سماع فضح أكاذيبه ، ربما لرعانة إفعاله وحداثة عمله الصبيانية في العمل السياسي.

تبّت أيدكما جبران مودي وناريندرا باسيل وما كسبتما.