-“شعوب لبنان العظيم” وفهمهم للكرامة الوطنيّة الذي ليس له معيار مُوَحَّد…

الكرامة الوطنيّة
National Dignity
ونكد الدهر

-“شعوب لبنان العظيم” وفهمهم للكرامة الوطنيّة الذي ليس له معيار مُوَحَّد،
(Unified Standard)

بمعنى آخر ،كيف لهذه الشعوب اللبنانيّة أن تنتفض لكرامتها الوطنيّة، وهي المُختلِفة على شخص رئيسٍ للجمهوريّة من المُفترض أن يُنقذ ما تبقّى من هذا الوطن؟!

-من المعلوم والمُتعارَف عليه أنّه، وقبل انتهاء ولاية رئيس الجمهوريّة في أيّ بلد، يتقدّم مُرشّحٌ أو أكثر لملء هذا المنصب. ومن شروط الترشّح أن يكون:

– أوّلًا: مُواطِنًا للبلد الذي يريد أن يرأسه ،ويتمتّع بأهليّة مدنيّة، وغير محكومٍ بجنايةٍ.

– ثانيًا: يتقدّم هذا المُرشَّح أو أكثر بتقديم سيرتهم الذاتيّة والّتي تبدأ بمعلوماتٍ عن ثقافة المُرشَّح :
Education
ومن ثمّ تُفصِّل تاريخ عمل المُرشّح وإنجازاته :
Work experience and achievement

والأهمّ هو البرامج المُقترحة لقيادة هذا البلد:
Goal and objectives

-وبما أنّه هناك أولويّات مُلِحّة بعد النكبات الماليّة الّتي تعرّض لها المواطنون، فمن البديهي أن يكون البرنامج مَوضوعاً وفق خطّة نهوضٍ بالوضع الاقتصادي وإعادة الثقة بالعُملة الوطنيّة، وحلِّ مشكلة النزوح الّذي يُهدِّد بقاء الوطن.

– تاريخيًّا، حروبٌ حدثت في القرن العشرين أدّت إلى ثلاث موجاتٍ من النزوح الى لبنان:

-النزوح الأوّل : هو النزوح الأرمني في بداية القرن العشرين، وقد وجدوا له الحلّ بإعطائهم الجنسيّات اللبنانيّة ،فأصبح لهم ممثّليهم في البرلمان مع ما واجهوه من صعوباتٍ وفروقاتٍ اجتماعيّة ولغويّة.

– والنزوح الثاني : هو النزوح الفلسطيني الّذي كان مؤقّتاً بعد تهجيرهم الأوّل عام ١٩٤٨، والتّهجير الثاني بعد الأحداث الّتي وقعت في الأردن عام ١٩٧١ والّذي كان من أهمّ الأسباب لاشتعال حرب ١٩٧٥ المُدمِّرة بين اللبنانيين. وما زال هؤلاء الضيوف يعيشون في مُخيَّماتٍ ومُستقبلهم لم يُحسَم بعد، بانتظار حلّ الدولتين الذي لم يأتِ حتّى على ذِكرهم.

-وأمّا النزوح الثالث وهو الأخطر، والذي نعيش تداعياته، ألا وهو النزوح السوري الّذي يُهدِّد الكيان اللبناني اقتصاديًّا “وديمغرافيًّا” وأمنيًّا…

(فتحيّةُ إجلالٍ للشهداء الّذين سقطوا لتحرير الجرود من الإرهابيين الّذين تسلّلوا تحت مظلّة النّزوح).

-والخوف أن يُفرِّخَ الإرهاب من جديدٍ في مُخيّمات النازحين في أيّة لحظةٍ.

– من هنا ،برنامج أيّ مُرشّحٍ لرئاسة الجمهوريُة عليه أن يضع خطّةً لمُعالجة الأهمّ ، ومن ثمّ المُهمّ:

– الوضع الاقتصادي أوّلًا ،وحلّ قضيّة ملايين النازحين السوريين،
وطبعاً حلّ قضيّة الفلسطينيين المُتواجِدين في لبنان.

– أيّها المُرشَّحون لهذا المنصب -المُعلَنون وغيرُ المُعلَنين- تعوّدنا على مُفاجأةِ اسم وشخص الرئيس الذي يهبط بالمظلّة في اللّحظة الأخيرة.
فلا تُهينوا ذكاءنا
Don’t insult our intelligence

لأنّ كلّ الشعوب اللبنانيّة تعوّدت على أن يُنتخَب الرئيس في الخارج ويُتوَّج بمسرحيّةٍ لبنانيّةٍ في البرلمان، ليس لأنّنا لسنا أهلاً لتطبيق الديمقراطية بل لأننا نكيد لبعضنا البعض.

-فتعوَّدنا أن نرفع صُوَر الرئيس “المُنتخَب” مُضطرّين في مكاتبنا، ونتحسّر منذ اليوم الأوّل “للانتخاب” على نكد الدهر ونُردِّد قول الشاعر:

ومن نكدِ الدهرِ على الحرّ أن يرى
عدوًّا ليس من صداقته بُدُّ

– ومع الشكر لكلّ الدول الّتي تُحاوِل أن تُدوِّر الزوايا، وتجتمع مع كلّ الأضداد علّها تُوفَّق بإيجاد مخرجٍ لهذه المُعضِلة.

-أين برنامج مُحاربة الفساد الذي نخر بُنيان الوطن؟
ما هي خطّة النهوض الاقتصادي؟
كيف ستُحَلّ أزمة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين والسوريين؟

هذه هي العناوين الأساسيّة الّتي يجب أن يتقدّم بها كلّ مُرشّح لهذا المنصب فيتمّ درس ملفّات المُرشَّحين بين القاعدة الشعبيّة والنوّاب الّذين يجب أن يعكسوا إرادة ناخبيهم، وبناءً عليه، يجري انتخاب الأصلح صاحب البرنامج الأفضل من بين هؤلاء المُرشَّحين.

– وبذلك تتوحّد شعوب لبنان العظيم لتصبح شعبًا واحداً من خلال فهم الكرامة الوطنيّة ومعيار مُوَحّد .
‏(Unified Standard)

– ولكن حليف الساعة اذا لم تُوافِق سيرته الذاتيّة وبرنامجه الحدّ الأدنى فيُستبعَد ترشيحه فيُصبِح كما قال الشاعر تكملةً لنكد الدهر:

وأنكدُ منه صاحبٌ لستَ عالماً
بهِ هل هو الخِلُّ الوفيّ أمِ الضِدُّ

فنعود الى التصادم وننتظر الخلاص من الخارج لأنّ التهديد بالخراب إذا ما “عُيِّن- انتُخِب فلان-” فلكم لبنانكم ولنا لبناننا، وما أدراك إذا “عُيّن- انتُخِب علّان -” أنّه لن يبقى لا لُبناننا ولا لُبنانكم؟!

– والأسوأ من هذا كلّه، حليف الأمس الذي يُصبِح عدوًّا لدوداً إذا ما استُبعِد انتخابه لأنّ سيرته الذاتيّة أقلّ من الحدّ الأدنى المطلوب فيُصبح كما وصفه الشاعر في “نكد الدهر”:

وأنكدُ من زينِ امرؤٌ مُضمِرُ الأذى
على وجههِ بردٌ وفي كبدهِ وَقْدُ

– فيا شعوب لبنان العظيم لا خلاص لهذا الوطن إلّا بانتخاب الرئيس العتيد بناءً على السيرة الذاتيّة والبرنامج المُميّز والهادف بعيداً عن “النكد “.

والسلام

وهيب دندش
4/4/2023