إثبات رؤية الهلال “بالوجه الشرعي” لهذا العام والنظام العالميّ الجديد.

إثبات رؤية الهلال “بالوجه الشرعي” لهذا العام والنظام العالميّ الجديد :

-لا شَكّ أنّ دُوَل BRICS (برازيل- روسيا-الهند-الصين-جنوب إفريقيا) وما تُمثّله من قوّةٍ اقتصاديّةٍ وشعبيّةٍ لا يُستهان بها، قد وصلت الى مُستوى التهديد الحقيقي للنظام الاقتصادي والعسكري الّذي فرضته الولايات المُتّحدة الأميريكية بعد الحرب العالميّة الثانية، وثبّتته بلا مُنازع بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام ١٩٩١.

-الخبراء الاقتصاديون قدّروا تاريخ التفوّق الاقتصادي لهذه الدول أقصاه عام ٢٠٥٠، ولكن تَسارع الأحداث في أوروبا، وتفاجؤ الدول الأوروبيّة بالدعم الهائل المادي والعسكري، الّذي فرضته الولايات المُتّحدة على حلفائها لدعم النظام الأوكراني، والّذي لا يختلف عليه اثنين، أنّه من أفسد الأنظمة في تلك المنطقة، أصبح واضحًا أنّه مُحاولة استنزاف لروسيا في حربٍ معلومة النتائج، لأنّ الروسي سوف ينتصر حتّى ولو اضطُرّ لاستعمال أسلحة غير تقليديّة لتحقيق أهدافه، وهو غير مُضطرّ والدليل زيارة الرئيس الصيني لروسيا الّتي أثبتت الانتصار المؤكّد لروسيا .

-إنّ طلب انضمام عضويّة كل من المملكة العربيّة السعوديّة، الحليف الأوّل للولايات المُتّحِدة، والجمهوريّة الإسلاميّة في ايران، العدوّ الأوّل للولايات المُتّحدة، إلى البريكس سَيُسرِّع من وتيرة انهيار النظام القديم، نظرًا للاحتياطي النفطي الكبير الّذي تتمتّع به هاتان الدولتان (وليست مُصادفَةً أن تكونا من المؤسّسين ل OPEC -مُنظّمة الدول المُصدِّرة للنفط- الّتي أُسِّست في العاصمة العراقيّة بغداد عام ١٩٦٠).

-بعض المُحلِّلين السُذّج تفاجؤوا بالاتّفاق الإيراني السعودي برعاية صينيّة، ووصفوه أنّه اتّفاقٌ لحلّ النزاعات في المنطقة (ومن باب التفكّه أن الفريقين السني والشيعي أثبتوا رؤية هلال رمضان بالوجه الشرعي وفي نفس الوقت هذا العام، وأصبح من شبه المؤكّد أنه ستَثبت رؤيته مُجدّدًا يوم عيد الفطر بعد بضعة أيام) .

-“كلّا”، إنّه ليس صُلحاً سنيًّا شيعيًّا فحسب، بل إنّه إعلان ولادة نظامٍ عالميٍّ جديد والدولتان المذكورتان جزء من هذا النظام الذي سيُهيمِن اقتصاديًّا وعسكريًّا على العالم ربّما لقرون عدّة مُستقبلًا.

-وللحديث تتمّة-

وهيب دندش
٢٠٢٣/٠٤/٠٩