– “ليس للدول أصدقاء، بل مصالح فقط”.شارل ديغول

– “ليس للدول أصدقاء، بل مصالح فقط”.شارل ديغول

‏ “No nation has friends only interests.”

-لا شكّ أنّ النّظام العالمي الجديد الّذي وُلِدَ(برازيل-روسيا-الهند-الصين-جنوب إفريقيا) BRICS
وانضمام الدولتين النفطيّتين إلى هذا النظام: المملكة العربيّة السعوديّة وجمهورية إيران الإسلاميّة، الهدف منه مُواجهة السياسة الأميركية الّتي سيطرت على العالم بعد الحرب العالميّة الثانية.

– من هنا، كيف ستتعامل الولايات المُتّحِدة مع هذه التغيُّرات؟

– وفيما يخصّ لبنان ومستقبل نظامه “الطائفي” – نسبةً إلى اتفاق الطائف – فهل سيبقى على ما هو عليه في خِضَمّ كلّ هذه التغيّرات الّتي تحصل في النظام العالمي الجديد؟

– فكيف ستكون المُواجهة بين هذه الأنظمة العالميّة؟ وما هي أسرع الطرق لتحقيق أهدافها أو لتخفيف وتيرة الاندفاع القوي مع تعاظم قدرات ال BRICS يوميًّا؟

-وإذا ما عُدنا للتاريخ، وللمُصادفة إنّه اليوبيل الذهبي على الأحداث الّتي مرّت على هذا الشرق، وخاصّةً في المملكة العربيّة السعوديّة.

-خمسون عاماً مرّت، وكأنّ تاريخ الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز يُعيد نفسه مع ولي العهد الحالي محمد بن سلمان.

-فالمُصادفة الأولى: أنّ الملك فيصل بن عبد العزيز كانت رؤيته تحديث المملكة.

– والمُصادفة الثانية: الأزمة النفطيّة في الولايات المتحدة يوم فرضت المملكة العربيّة السعوديّة، بزعامة الملك فيصل، الحصار النفطي على الولايات المُتّحدة بتقليص إنتاجها مع دول ال OPEC.مع الفارق أنّ الولايات المُتحدة أنشأت كهوف الاحتياط الاستراتيجي للبترول
‏Strategic Petroleum Reserve
بعد أزمة عام ١٩٧٣.

– أمّا المُصادفة الثالثة: الحلّ السحريُّ في اليمن الّذي توصّل إليه الملك فيصل لإنهاء النزاع الذي استمرّ ثماني سنوات بين الجمهوريين والملكيين، وذلك بتدخُّلات من قبل المملكة العربيّة السعوديّة وجمهوريّة مصر العربيّة.

-ومَن يُراقِب الأحداث في فلسطين، ولاسيّما بعد اشتعال الجبهات المُفاجئة من لبنان وغزة وسوريا، وإذ بالمتطرف نتنياهو يمنع مُستوطنيه من استفزاز الفلسطينيين في شهر رمضان، وما الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن تقلّص سياسة الردع الّتي كانت مُتَّبعة منذ نشأة هذا الكيان، إلّا انعكاس لتراجع نفوذ الولايات المُتّحدة في المنطقة، وانشغالها بالحرب مع أدواتها: أوكرانيا وتايوان على الجبهتين الروسيّة والصينيّة .

– وما التوقّعات بالانسحابات التركيّة والأميركيّة من سوريا في أيّة لحظة إلّا إشارة إلى ضعف الهيمنة الأميريكيّة في المنطقة، وكذلك الإسراع بانسحاب الجنود الأمريكيين من الشمال السوري كي لا يُؤخَذوا رهائن من قبل القوّات الروسيّة التي تفوقهم عٍدّة وعتاداً في سوريا، إذا ما تفاقم الوضع على جبهة الناتو وروسيا.

– وتأتي المُفاجأة المُتوقَّعة ألا وهي زيارة وزير الخارجيّة السوري إلى المملكة العربيّة السعوديّة لتؤكّد المؤكّد.

-وبالعودة إلى الوضع اللبناني، فإنّ المعادلة الّتي أعطت لبنان استقرارًا عام ١٩٩٠ بعد الحرب الّتي سُمِّيَت أهليّة، (التي انفجرت شرارتها الأولى في مثل هذا اليوم عام ١٩٧٥) هذا الاستقرار الذي حقّقه لبنان بفضل تفاهم ال س- س، باتت قاب قوسين أو أدنى وسيُصبِح لبنان مُحصّناً أكثر إذا ما ضممنا سوريا وإيران والسعودية ممّا سيُنتِج نظامًا جديدًا، يأخذ بعين الاعتبار الأحجام الحقيقيّة للأفرقاء اللبنانيين فيكون المولود الأول لهذا النظام العالمي الجديد الذي سيُعطي الإنسان اللبناني حقّه في وطنٍ آمن.
(مع إعادة تجربة اوتيل الريتز السعودي مع ناهبي أموال اللبنانيين)

-وبالعودة إلى السؤال الثالث الّذي طُرِح في مُقدّمة هذا المقال : كيف ستكون المُواجهة؟
الجواب تكرار سيناريو ٢٥-٠٣-١٩٧٣، والخوف من ظهور أمير يُدعى فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود -الّذي اغتال عمّه الملك فيصل- والذريعة الإعلاميّة الجاهزة: الانتقام لمُعتقلي فندق “الريتز”.

وهيب دندش
١٣-٠٤-٢٠٢٣