“الإستقلال” ، عيد بأي حال عدتَ يا عيد

الإستقلال” ، عيد بأي حال عدتَ يا عيد

كتب د مدحت زعيتر “ابو أرز”
رئيس مركز التنوير الثقافي والإنمائي
في ٢١ ت٢ ٢٠٢٣

عيد الإستقلال ٢٠٢٣ ، عيد بأي حال عدتَ يا عيد، مأساتنا كبيرة هذا العام في هذه المناسبة، فهي مأساة وطن جُرح بقلب عروبته فلسطين وقبّلة شعبه بجناحيه المسلم والمسيحي وما آهات الأقصى وكنيسة القيامة إلا ترجمة لهذه المأساة التي أصابت كل شرفاء هذا العالم.

أما في لبنان ما اكبر مآساتك يا وطني وما أعمق جراحك جراح وطن يُنحر شعبه بسياسة “التركيع الإقتصادي” ويقابلها سفك دم أطفاله بآلة القتل الصهيونية ويتساقط على أرضه الزكية الطاهرة دماء أفواج مقاوميه ، تجبل بكل حبة تراب من ترابه فتغرس في باطنه الرياحين والياسمين لتضمخ برائحتها الزكية رائحة الطهر والشموخ والعنفوان، رائحة الوطنية التي تتجلى باسمى معانيها معاني الموت من اجل بقاء الوطن كل الوطن بشموخه وعزته وكرامته وعنفوانه.

الوطن لا يموت ، فكيف يموت وطن ، حُماته جيشٌ ترعرع في كنف المواجهة والإرادة الصلبة والتضحية اللامحدودة ، بعد أن صهر أبناءه في بوتقة وطنية واحدة، التي ما عرفت لا الذل ولا الخنوع ولا الإستلام ، لأي محتل او غاصب او معتدِ لا في قياداته ولا ضباطه ولا رتبائه ولا أفراده، يرابضون على حدود الوطن عن كل شبر من أرضه وعن كل حبة تراب ، ويحفظون أمن شعبه من شماله فكانوا شهداء على نهره البارد، الى جنوبه حيث كانوا حراسه الصناديد بحراً وبراً ومشاريع شهداء جارية ، ومن مشرقه ف “فجروا جرودها” في وجه تكفيري أحمق، الى مغربه فكانوا برداً وسلاماً على حفظ أمن شعبهم بوجه العابثين بأمن الآخرين ، يقدمون قرابين _الوفاء_ بدمائهم ، ويرتقون _شرف_ الشهادة بأسمى درجات _التضحية_ ويرسمون بأرواحهم في سماء لبنان :
“شرف ، تضحية ، وفاء”
وصدق عندما قالها نبيه وطننا بعد كل هذه التضحيات :
“جيشك على حق دائما”.

فتحية لجيشنا الوطني في يوم إستقلال لبنان ، أفواجا وألوية ومديريات على مساحة الوطن كل الوطن.

وكل عام وانتم بالف خير
عيد_الإستقلال ٢٠٢٣