_نهج أمّةٍ في رجل…

_نهج أمّةٍ في رجل

كتبت الطالبة ربى محمّد ناصرالدين
١٠ ايار ٢٠٢٤

نهج أمّةٍ في رجل
إلى الإمام موسى الصّدر، تحيّة مجلّلةً برايات الإعتزاز والنّصر، فوحدها رؤياك أحجبت عنّا آلام الغدر، فكم محظوظٌ لبناني الّذي احتضنته بكلّ كيانك ليحظى بالفخر.
بوجودك شمخ لبنان ليكون درّة الشّرق، وبغيابك يا سيّدي تناول أبطالك أحكامك وعطاءاتك المكلّلة بالقيم، واتّبعوا خطاك وساروا على طريقك ليقودهم نحو الصّواب ففيه الخلاص، لم يسمحوا للإحتلال الغاصب بالاستيلاء على لبنانك الجليل ففنوا أنفسهم فداء لثراه حتّى رمقهم الأخير،وبقوا يحاربون ويجاهدون للوصول الى الطّريق المنير، طريق الشّهادة والنّيل الكريم.
وهاهي أنامل العدوّ الغاصب تعود للتّسلّل إلى أرض لبنان، ليقف رجال المقاومة ويصدّوا طريقها فيقطّعوا طغاتها إربًا إربًا مستغنين عن أرواحهم للدّفاع عن قدسيّة أرضٍ وشرف شعبٍ، ثابتين على نهجك، أوفياء لعهدك. فمنذ تصفّحنا نبراسك وجدناك داحضًا للصّهيونيّة، دافعًا الظّلم عن عروبةٍ أردتَ لها الشّموخ بوجه العدوانيّة. وما أوصيت به من جهادٍ بات حلقةً حديديّةً لا تنكسر رغم كلّ خسارةٍ وشهادةٍ، فشهداؤنا ليسوا أمواتًا بل أحياء عند ربّهم يرزقون.
نعاهدك سيّدي على الثبات في خطّ حفظ الإنسان المحروم ،كلّ إنسان، فرؤياك التنمويّة ما زالت شمسًا ساطعة تمدّ شعاع الٱدميّة، ولا تزيده السّنون إلّا توهّجًا. من المرأة الّتي أردت لها المكانة المرموقة في مجتمعها، إلى الشّاب الّذي ضمنتَ له المستقبل الزّاهر، إلى الشيخ الّذي حفظتَ له عباءة الوقار، وصولًا إلى اليتيم الّذي مددتَ له يد العون فملّكته العلم والعلى… من غيرك أبه لعيش الإنسيّ عزيزًا مكرّمًا؟ من غيرك رأى في قيامة الوطن سيادةً وعزّةً؟ من غيرك سلك درب الكبرياء فأمسك بأيدي الكثيرين فوصلوا؟ ها هم محبّيك يتألّقون في حكمة منطوقك ويبلورون كنه الحياة فيهنأون في الدّارين الفانية والخالدة.
فيا داء قلوبنا الولهة لرؤياك، ستبقى نابضًا في ذهن كلّ لبنانيٍّ مهما طال الزّمان وبعد الغياب وكلّنا فداك، على عهدك باقون وبأهدافك عاملون، في كلّ حينٍ وفينٍ للحفاظ على شرفنا غير آبهين للعدوّ الماكر، وغير خانعين لأيّ احتلالٍ فاجر، فالوطن هو الأرض وحفظه حفظ العرض. سننشر نهجك في كلّ مكان، مستمدّين الإرادة من وجع الزّمان، فلا زالت رايات عودتك تلوح في الآفاق. فمتى سيحين لقاك ويسطع نور البدر، فتكلّل عودتك الميمونة شعبًا ينتظرك على أحرّ من الجمر؟!