بقلم الدكتورة الاعلامية ريما شرف الدين …

بقلم الدكتورة الاعلامية ريما شرف الدين …

غسلات ، برادات، بطاريات، تلفزيونات ،ألواح طاقة ، تلفونات … ليس نداءَ بائع خُردة متجولٍ في أزقّة الضاحية الآمنة ؛ إنها أسلحةٌ فتاكة ، كفيلةٌ بزرع القلق و التوتر في نفوس شعبٍ لم ترهبه يوماً أصواتُ الطائراتِ الحربية ، بل كان في معظم الأحيانِ يزعجه صوت بائع الخردة يسعى لجني قوت يومه، حاله كحال بيئة المقاومة . شعب قد يعتزل مختلف أبواب كسب الرزق ، و يسعى للتجول في الأزقّةِ منادياً ” مسيرات، هداهد ، كاتيوشا ، كورنيت للبيع ” علّه يحصّل بعض الأثمان التي يدفعها وحده منذ ١٩٨٢ حتى هذه اللحظة …
مؤلمٌ حالُ المجاهدين ، مؤلمٌ حال ذويهم ، مؤلمٌ ما آلت اليه حرب الاسناد التي اختار محور المقاومةِ الدخول فيها لأسباب تندرج تحت البصيرة الثاقبة. أرضيت يا رب ؟ خذ حتى ترضى ، فنحن شعبٌ كرامته الشهادة ، و عينه عين المحور ، و يد الله فوق يديه ، أما دمهُ فهناكَ مؤتمنٌ عليهِ يصونهُ حقّ صونه … لكن الله لا يكلف نفساً الا وسعها ، و يبدوا أن لمحور المقاومةِ رأيٌ آخر ، إذ حمّلت نفسها من البلاء ما لا تطيق ، و ما زالت تدفع الأثمانَ بشبعها و نسائها و أطفالها و شبابها المتألمين في أروقة المستشفيات ، بعد أن هاجمتهم أجهزتهم التي كان الغرض منها حمايتهم ، و منع العدو من اختراقِهم . لكنه فعل ، و بات المارة على الطريق كعابري حقل من الألغام ، يقلقونَ من حقيبة الدلفري إذا سقطت من عامل التوصيل الخائف ، يهابون التجمعات ، يخافون استعمال هواتفهم ، و قد يستخيرون إذا ما أرادو تشغيل التلفاز .
إنه توازن الرعب ؛ يخاف العدو من قصف الضاحية ، فيقصف قلوب ساكنيها ” ضمن معادلة قواعد الإشتباك المفروضة عليه عنوةً ” .
لعل خطاب الأمين العام اليوم ، يكون خطاباً يعلن فيه انتصارنا على العدو ، فشوارعنا هادئة خالية ، و منازلنا بعد فصلها عن التطور التكنلوجي الفاسد ، باتت أكثر إلفةً و ترابطاً . اليوم يعلن سماحة العشق الانتصار ، و ينتقل للمرحلةِ الثانية ” مساندة أهلنا في غزة بمفاوضات محنّكة ، على غرار مفاوضات الجمهورية الإسلامية مع الولايات المتحدة . اليوم يومٌ مجيد ، يوم انتصار دمنا على سيفهم.