الحلبي يغرق التعليم في بحر الدماء: قرار فتح المدارس يثير الغضب والاستياء

كتاب موجه من رئيسة تحرير موقع sky news lebanon الدكتورة الإعلامية ريما شرف الدين لمعالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي.

لا شك أن قرار وزير التربية عباس الحلبي بفتح المدارس في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان قد أثار جدلاً واسعاً واستياءً شعبياً عارماً. فبدلاً من أن يكون هذا الوزير حامياً لأبنائنا الطلاب، ومدافعاً عن حقهم في التعليم في بيئة آمنة ومستقرة، ها هو يصرّ على دفعهم إلى مواجهة تحديات جديدة تضاف إلى أعبائهم النفسية والمادية.

إن هذا القرار ليس إلا انعكاساً لسياسات حكومية فاشلة، تفتقر إلى أي حس بالمسؤولية تجاه الطلاب، وخاصة الفئة الأكثر ضعفاً وهم أطفالنا. فكيف يمكن أن نطلب من طالب أن يركز على دروسه وهو يعاني من اضطرابات نفسية وقلق يومي نتيجه الضربات القوية التي يتلقاها وطننا الحبيب جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة ،وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل عام؟ وكيف يمكن أن نضمن سلامة الطلاب والمعلمين في ظل الأوضاع الأمنية المتردية؟

إن قرار فتح المدارس في هذه الظروف يعدّ بمثابة جريمة بحق التعليم، وحق الطفل في حياة كريمة. فهو يزيد من حدة الأزمات التي يعاني منها القطاع التربوي، ويؤثر سلباً على مستقبل أجيالنا.

لماذا الاصرار على فتح المدارس ضمن نطاق المدارس الآمنة ؟ وهل من مكان آمن في لبنان نستطيع أن نحمي به طلابنا ؟ أم مصالح المدراء أعمت قلوبهم ؟؟؟؟ وهل بات المنهاج التعليمي يتجه نحو مسار طائفي ؟؟؟

( هني بدن الحرب نحنا شو خصنا)

إن إصرار الوزير على المضي قدماً في هذا القرار، دون النظر إلى العواقب الوخيمة، يطرح تساؤلات جدية حول كفاءته وقدرته على إدارة هذا القطاع الحيوي. فهل من المعقول أن يستمر هذا الوزير في منصبه وهو يتخذ قرارات تتناقض مع مصلحة الطلاب والوطن؟

إننا ندعو جميع القوى الحية في المجتمع إلى التحرك والضغط على الحكومة من أجل إيجاد حلول جذرية للأزمات التي يعاني منها القطاع التربوي وخاصة ما نشهده حاليا بقرار ينص على فتح المدارس وخاصة أن معظم الشهداء ما زالت تحت الأنقاض جراء القصف العشوائي، كما ندعو الأهالي والمعلمين والطلاب إلى التعبير عن رفضهم لهذا القرار، والمطالبة بحقهم في تعليم جيد في بيئة آمنة ومستقرة.

فإن قرار وزير التربية بفتح المدارس في هذه الظروف الصعبة هو قرار متهور وغير مسؤول، ويجب محاسبته عليه. فهل من المعقول أن يستمر هذا الحال؟ أم أننا سنظل نشهد المزيد من القرارات العشوائية التي تدمر حاضر ومستقبل وطننا؟