مدير ثانويّة السّراج القصيبة غالب نجم…عضو نقابة المدارس التعليمية الخاصة في الأطراف

لم تقفل مدارسنا
مدير ثانويّة السّراج القصيبة غالب نجم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تقفل مدارسنا
ما زالت الدّروس تُعطى في الميدان
في جميع الموادّ التّطبيقيّة على مساحة كلّ الوطن، وتتجلّى مادة التّربية الوطنيّة في نفوس أبنائنا، بالتّعاون والتّضامن والانتماء؛ حقًّا كلّنا للوطن. يجلسون في زوايا الصّفوف ومعهم أجمل الأمّهات، المربّية والمعلّمة تُبدع في تلقين دروس التّعفّف والصّبر، والأب يلتحف الوجع، ويخفّف عن أولاده لغة النّزوح والإحباط، ويرفعها إلى مستوى الأمل والعودة بإذن الله.
مدارسنا الآن تدرِّس موادّ العزّة والكرامة والبطولة، على مساحات الوطن، وبكل أطيافه.
معلّمون ومعلّمات وأطفال وتلاميذ وطلّاب في المدارس والجامعات، تغيّرت أسماؤهم  فأصبحت موسومة بالطّفل الشّهيد، التّلميذ الشّهيد، الأستاذ الشّهيد، والدّكتور الشّهيد.
ارتسمت على صدورهم وشوم الشّهادة.
لكنّ الحجر في مدارسنا تغيّر لونه، فقد غادرنا الصّفوف وهي مطليّة بكلّ الألوان، والآن لا نعرف عنها شيئًا، نتصوّرها، نحلم بألوانها، نستذكر بعض جدرانها وهي تتزيّا بثوبها الأسود والرماديّ، وأخرى كثيرة الرّماد، كيف لا! وهي مشكاة الكرم والعطاء.
مناهجنا في قسم الحرب والنّزوح تتضمّن: شهداء، جرحى، مرضى، أطفالًا رضّعًا، شيوخًا… دمارًا …نارًا…
إنّه واقع يفوق الخيال، والتّضحيات غالية، وثمنها دماء.
بإذن الله، سنعود حاملين معنا كلّ الأمل، سنشيّع شهداءنا، ونضمّد جراحاتنا، وستتجلّى ألوان مدارسنا مرآة لجمال لبنان، وسنرسم فرحة تلامذتنا لوحةً تُنقش على شفافهم، وستغمر صفوفهم واحة حبّهم، ويصدح صوتهم في زوايا الملاعب.
كلّ شيء يعوّض، إلّا الأرواح الغالية الّتي غادرتنا بصمت،
رحلت وارتقت إلى السماء..
أعزّاءنا..
نتوسّل إلى الله الرّحمة للشّهداء على مذبح الوطن ..
والشّفاء لقلوبكم الكلمى،
ولأحبّائنا وأحبّائكم الجرحى،
والتّثبيت والتّسديد للمرابطين على الثّغور..
والأمن والأمان للجميع
والعودة قريبًا إلى ديارنا ومدارسنا معافين سالمين
إنّه سميع مجيب
والحمدلله ربّ العالمين.
في ٢٠٢٤/١٠/١١